المخيم ليس قطعة كيك ؟!

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

عندما تطال يد عابثة لشخصيات صهيويمينية عنصرية متطرفة مريضة المخيم. وتعمل جرافات الهدم كما يحلو لها فإننا نقف أمام مشهد سريالي سادي لا حدود لمخياله المريض.

المخيم الفلسطيني هو في الأصل تجسيد للنكبة التي صنعتها ايديهم المجرمة بالوطن الفلسطيني سنة ٤٨ وهو نتاج عملية تطهير عرقي فظيع لما يزيد عن خمسمائة قرية ومدينة فلسطينية كانت تعيش آمنة مطمئنة قبل أن تداهمها عصابات الموت والدمار..  

المخيم اليوم ليس أبنية مكتظة وأزقة ضيقة.. المخيم ذاكرة وتاريخ وإرث ثقيل ممتد على بقاع واسعة في الضفة والشتات يقول قولة واحدة.. لا بد لفلسطين من أن تعود.. المخيم يصرخ دوما وأبدا وبملئ فيه : العودة لا محالة قادمة.. المخيم يصارع الزمن ويشتبك بالحلم والقضية مع أعداء الحرية والخير والمطر.. المخيم قصيدة تقول ما لم يصل اليه الشعراء وكل البلغاء.. حجارة المخيم نور ونار.. غضب وثورة وسيوف في أغمادها تجهز للمعركة.  

ما تفعله اليوم هذه العصابات في المخيمات  هو امعان واستمرار على ذات النهج بل هو استطالة فجة ووقحة في إعادة تدوير النكبة من جديد وبنسخة متطورة تريد محو الأثر .. أثر جريمتهم النكراء بصورة جديدة تجدد الروح في النكبة القديمة..  

المخيمات والمساس بأهلها بهذا الشكل المهين هو ليس  قطعة كيك يقطعها خبثهم كيف ما يشاء بل هي برميل بارود وصاعق قابل للتفجير من جديد ولو بعد حين ولن يكون هذا الحين بعيدا .. سيكون صاعقا مزلزلا قريبا ...

الشعب الفلسطيني وخاصة في المخيمات أناس ولدتهم أمهاتهم أحرارا... لن يرضى الدنية وبالذات أهل مخيماته.. يتوقون للعودة والحرية ولن يقبلوا أبدا هذا الإمعان في إعادة إنتاج النكبة.  

المخيم نار تحت الرماد سرعان ما تشتعل لتحرف بيدرهم الغريب عن هذه البلاد.. المخيم ثورة لا يخبو أوارها ولا تطفؤ شغلتها جرافاتهم ولا حديدهم ولا نارهم.

المخيم نار ولهب.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025