اقصوصة..

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

سأله وهو غارق في دنياه لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا.. كيف انت وربك؟!

اجاب مسرعا.. أحمده وأشكره.. قال: سألتك عن الرب الذي تعبده ولم اسألك عن الرب الذي لا تعبده..انتهت القصة  

يا جماعة هناك رب يعبد بينما الرب الذي يستحق العبادة لا يعبد بواقع الحال. اول آية في أم الكتاب حددت لنا الرب الذي علينا أن نعبده ولا نعبد أحدا سواه .. الرب هو المرجعية العليا لنا في كل شئوننا .. هو المربي وهو المشرع وهو الحاضر معنا في السراء والضراء وقت المحنة ووقت الرخاء .. هو الصاحب في السفر والحضر هو الحفيظ اللطيف القريب الودود الذي لا ينفك لطفه عن قدره .. هو السميع العليم ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ  وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [ آل عمران: 121]) هؤلاء الذين نفروا في سبيله وأخذوا مواقعهم في العقد القتالية لهم رب سميع عليم .. على الرغم من ظروفهم التي لا يثبت فيها إلا الرجال الرجال. الا أن ايمانهم بالرب السميع العليم قوة ونصرة وروح معنوية عالية تناطح السحاب.. لو سألت أحدهم كيف أنت وربك فماذا ستكون إجابته.. على يقين وثقة بنصره القادم على يقين بأنه لن يترنا أعمالنا ولن يسلمنا لأعدائه وأعدائنا.. وترى الذين اتخذوا من دون الله اربابا ولا يذكرون الرب الذي ينبغي أن يعبد يتشدقون ويقول أحدهم وهو جالس على أريكته .. اتركوا سلاحكم ولا تعطوا الذريعة لعدوكم وينسون أنهم قد تركوه ثلاثين سنة وما زادوهم الا خبالا .. ما هي مرجعيتك؟ من ربك؟ أحدهم استند إلى عنوان رواية (وداعا ايها السلاح) لم يعتمد الوطن مرجعية ولا التاريخ ولا تجارب الشعوب ولا الدين ولا الرب واعتمد عنوان رواية عانقت هواه .

اول سؤال للعبد بعد موته: من ربك وسيجيب بلسان حاله التي كان عليها لا بلسان مقاله.

اللهم انت ربنا وليس لنا رب سواك. اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023